نمط من الجمل الموجزة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
٢- [عن أبي موسى الأشعري:] أَقْبَلْتُ إلى النبيِّ ﷺ وَمَعِي رَجُلانِ مِنَ الأشْعَرِيِّينَ، أَحَدُهُما عن يَمِينِي، والآخَرُ عن يَسارِي، فَكِلاهُما سَأَلَ العَمَلَ، والنبيُّ ﷺ يَسْتاكُ، فَقالَ: ما تَقُولُ يا أَبا مُوسى؟ أَوْ يا عَبْدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ؟ قالَ: فَقُلتُ: والَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ، ما أَطْلَعانِي على ما في أَنْفُسِهِما، وَما شَعَرْتُ أنَّهُما يَطْلُبانِ العَمَلَ، قالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى سِواكِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ، وَقَدْ قَلَصَتْ، فَقالَ: لَنْ، أَوْ لا نَسْتَعْمِلُ على عَمَلِنا مَن أَرادَهُ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ يا أَبا مُوسى، أَوْ يا عَبْدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ، فَبَعَثَهُ على اليَمَنِ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ مُعاذَ بنَ جَبَلٍ، فَلَمّا قَدِمَ عليه، قالَ: انْزِلْ، وَأَلْقى له وِسادَةً وإذا رَجُلٌ عِنْدَهُ: مُوثَقٌ: قالَ: ما هذا؟ قالَ: هذا كانَ يَهُودِيًّا فأسْلَمَ، ثُمَّ راجَعَ دِينَهُ دِينَ السَّوْءِ فَتَهَوَّدَ، قالَ: لا أَجْلِسُ حتّى يُقْتَلَ قَضاءُ اللهِ وَرَسولِهِ، فَقالَ: اجْلِسْ، نَعَمْ، قالَ: لا أَجْلِسُ حتّى يُقْتَلَ قَضاءُ اللهِ وَرَسولِهِ، ثَلاثَ مَرّاتٍ، فأمَرَ به فَقُتِلَ، ثُمَّ تَذاكَرا القِيامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ أَحَدُهُما، مُعاذٌ: أَمّا أَنا فأنامُ وَأَقُومُ، وَأَرْجُو في نَوْمَتي ما أَرْجُو في قَوْمَتِي. رواه مسلم.
السؤال: ما إعراب قوله (قضاء الله ورسوله)ØŸ هل يصح إعرابه مفعولًا به لفعل محذوف أي: نفِّذْ قضاء الله ورسوله … مثلا؟
بارك الله فيكم جميعًا.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
إذا كنت تريد إعراب “قضاء” التي لم أعثر عليها إلا مرفوعة، فاعلم أنها خبر مبتدأ محذوف، تقديره:
▪︎هذا قضاء الله ورسوله
ثم الجملة كلها بحسب موقعها، وهي هنا مستأنفة عما قبلها، لا محل لها من الإعراب.
وإذا كنت تريد تخيل ما يمكن أن يجوز فيها -والمعنى عندئذ غير المعنى- فاعلم أنها يمكن أن تنصب مفعولًا مطلقًا لفعل محذوف، تقديره:
▪︎اقض قضاء الله ورسوله
أو مفعولًا به لفعل محذوف، تقديره:
▪︎نفِّذ قضاء الله ورسوله
ولكن هذا نمط من التمرين الذي أكره لك أن تشتغل به عن استنباط سر الوجه الوارد.
والله أعلى وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment